آیة الله مصباح الیزدی: السید حسن نصر الله ولی الله ونصیر صاحب الزمان (عجّل الله تعالى فرَجه الشریف)

قال العلامة مصباح الیزدی: بعد حبّ الأئمّة المعصومین (علیهم السلام) والإمام الخمینیّ الراحل (قدّس سرّه) فإنّ حبّ الإمام السیّد علیّ الخامنئیّ (دام ظلّه) وولیّ الله ونصیر إمام العصر (عجّل الله تعالى فرجه الشریف) السیّد حسن نصر الله هو أسمى أشكال الحبّ.
حسب تقریر الموقع الإعلامیّ لآثار سماحة آیة الله مصباح الیزدی فقد أشار رئیس مؤسّسة الإمام الخمینیّ (ره) للتعلیم والأبحاث لدى لقائه بكوكبة من طلبة العلوم الدینیّة والفضلاء اللبنانیّین إلى خصوصیّات شخصیّتی قائد الثورة المعظّم والسیّد حسن نصر الله وقال: أقولها بكلّ إخلاص إنّ من نعم الله تعالى الخاصّة علیّ أنا الشخص الحقیر بعد نعمة حبّ الأئمّة الطاهرین (علیهم السلام) والإمام الخمینیّ (رحمه الله) هی حبّ إمامنا آیة الله الخامنئیّ، وولیّ الله ونصیر صاحب الأمر (عجّل الله تعالى فرجه الشریف) السیّد حسن نصر الله.
وعبر بیانه أنّه ما من نعمة بعد معرفة الله أفضل وأسمى من محبّة أولیائه أضاف سماحته: أسأل الله العلیّ القدیر أن یوفّقنا فی كلّ زمان وفی العصر الحاضر أیضاً لأن ندرك ونزداد من معرفة وحبّ الأئمة الطاهرین (علیهم السلام) ومعرفة وحبّ أنصارهم.
وفی معرض إشارة عضو مجلس خبراء القیادة إلى المصائب الجمّة التی جرت على الشیعة منذ عهد مولى المتّقین الإمام علیّ (علیه السلام) وحتّى یوم الناس هذا وفشل كافة مخططات وحِیَل الأعداء المتربّصین بشیعة الإمام علیّ (علیه السلام) الحقیقیین الدوائر بفضل الله وألطافه الخاصّة، قال سماحته: لم یكن أعداء التشیّع والإسلام الأصیل أبداً بما هم علیه الیوم من الانسجام والقوة؛ ذلك أنّه طیلة الفترة الممتدة أربعة عشر قرناً الماضیة لم تُتح الظروف والموانع ما أتاحته الیوم من اتّحاد أعداء الحقّ واصطفافهم جمیعاً فی خندق واحد، فأعداء التشیع الیوم، وباعترافهم أنفسهم، هم فی أقصى درجات القوّة والتسلّط.
وأضاف سماحته: فمن الناحیة الإعلامیة وصل أعداؤنا الیوم إلى ذروة قدرتهم، فهم عاكفون بكلّ ما اوتوا من سبل ووسائل على تخریب وانحرف أفكار وعقائد الشیعة والمسلمین وحتّى أحرار العالم.
وصرّح رئیس مؤسّسة الإمام الخمینیّ (ره) للتعلیم والأبحاث قائلاً: على الرغم من أنّ كلّ مستلزمات التفوّق وفقاً لظواهر الامور هی الیوم فی متناول أعداء الإسلام وأنّ المسلمین یشكون التشتّت والتشرذم، لكنّه ینبغی الإعلان بكلّ شموخ ورفعة أیضاً أنّ الشیعة لم یكونوا یوماً بما علیه فی العصر الحاضر من العزّة والاقتدار.
وعبر تأكید آیة الله مصباح الیزدی على ضرورة الوقوف على العوامل التی جعلت شیعة الیوم مستحقّین لنیل مثل هذه النعمة الإلهیّة أضاف: إنّ معرفة أسباب هذه الرحمات الإلهیّة مفیدة جدّاً من أجل شكرها من جهة والاستزادة منها من جهة اُخرى، وإنّ من واجبنا بعد معرفة هذه العوامل العمل على حفظها وتعزیزها.
ومن خلال تقسیمه لأسباب نزول البركات الإلهیّة إلى طائفتین؛ سماویّة وأرضیّة قال سماحة مصباح الیزدی: إنّ أحد هذه الأسباب فی عصرنا الحاضر هی خلوص نیّة الإمام الخمینیّ (رحمة الله علیه) وكونه مبرّأ فی القیام لله من الهوى الأمر الذی جعل حركته تنتشر لتشمل جمیع أنحاء العالم.
* العامل وارء انتصار حزب الله فی لبنان هو الإمدادات الرحمانیّة
ورأى عضو مجلس خبراء القیادة أنّ حركة حزب الله فی لبنان هی نموذج صغیر لآثار حركة الإمام الراحل (رحمه الله) وقال مؤكّداً: لم یكن انتصار حزب الله فی حرب الثلاثة والثلاثین یوماً ممكناً أبداً من خلال العوامل المادّیة والدنیویّة، ولیس هذا رأیی فحسب بل إنّ حجّة الإسلام والمسلمین السیّد حسن نصر الله یعتقد ذلك أیضاً.
وألمح استاذ الأخلاق فی الحوزة العلمیّة بقمّ المقدّسة إلى وفرة الإمدادات الغیبیّة خلال السنوات الثمان للدفاع المقدّس فی إیران وقال: التجلّی الخاصّ للإمدادات الغیبیّة فی حرب الثلاثة والثلاثین یوماً مقارنة بحرب الدفاع المقدّس فی إیران یرجع إلى أنّ إیران من الناحیة العسكریّة والبشریّة بلد كبیر وذو مكانة فی المنطقة، فی حین أنّ لبنان بلد فیه تنوّع سكّانی طائفیّ حیث لم یقف بوجه العدوّ فی حرب الثلاثة والثلاثین یوماً سوى طائفة الشیعة منهم. كما أنّه خلافاً لانتصار إیران بعد حرب دامت ثمانیة اعوام، جاء انتصار حزب الله خلال فترة زمنیّة قصیرة (33 یوماً) على الجیش الصهیونیّ المدجّج بالسلاح من قمّة رأسه إلى أخمص قدمیه وعلى الذین وقفوا إلى جانبه وساندوه.
* التحرّك حول محور الولایة هو السرّ فی انتصار الشعب الإیرانیّ
وعدّ رئیس مؤسّسة الإمام الخمینیّ (ره) للتعلیم والأبحاث اتّباع الولیّ الفقیه سببا آخر لتمتع الشعب الإیرانیّ بالنعم الإلهیّة وسرّ موفقیّته ونجاحه، وقال: إنّ وحدة الشعب، أیّ شعب، لا یمكن أن تتحقّق إلاّ حول محور وأصل واحد وإذا تعدّدت الاُصول والمحاور فستتبدّد القوى وتضیع الجهود بسبب تصادم الاصول المختلفة.
وأضاف العلامة مصباح الیزدی قائلا: لا یمكن لأی أصل فكریّ أو عقائدی كأصل الولایة أن یشكل سببا للوحدة ولهذا یجب أن یكون تحركنا جمیعا حول هذا المحور وأن نجتهد فی تقویته، وإن اعتبار قائد حزب الله فی لبنان نفسه ـ بكل تواضع ـ جندیا صغیرا من جنود الإمام الخامنئی یرجع إلى اعتقاده بأصل ولایة الفقیه.
وبیّن عضو مجلس خبراء القیادة أنّ شخصیّة الإمام الخامنئیّ لیس لها نظیر فی الوقت الحاضر وقال: إنّ خصوصیّات الإمام الخامنئیّ هی على جانب من الندرة بحیث إنّ وجدان شبیه له فی العصر الحاضر هو أمر محال وغیر ممكن من الناحیة العملیّة.
وفی ختام حدیثه أوصى استاذ الأخلاق فی الحوزة العلمیّة بإخلاص النیّة فی إنجاز الأعمال وأضاف: خلوص النیّة هو العامل وراء انتشار آثار العمل وجعله شمولیّاً وعالمیّاً، وعلى الرغم من أنّنا لا نستطیع أن نصل بإخلاصنا إلى ما وصل إلیه عظماء دیننا، لكنّه یجب علینا المثابرة والاجتهاد ما وسعنا حتّى نجعل من العمل ملَكة فی أنفسنا.
ثمّ قال مخاطباً الطلاب اللبنانیّین بكلام عجیب ینطوی على معان عمیقة: أطلب منكم فی حال زیارتكم لحجّة الإسلام والمسلمین السیّد حسن نصر الله أن تقبّلوا یده، وإنْ أمكن فقدمه، بالنیابة عنّی.
وقد جرى هذا اللقاء فی الیوم الثالث عشر من آذار 2011م فی مؤسّسة الإمام الخمینیّ (ره) للتعلیم والأبحاث بقمّ المقدّسة.