آیة الله مصباح الیزدی: لقد وثق الشعب بجبهة الثبات عندما سلّمها مهمّة الدفاع عن حقوقه

قال العلاّمة مصباح الیزدی مؤكّداً: لقد أثبت التاریخ بأنّ الامتحانات الإلهیّة تشتدّ وتزداد تعقیداً بالتناسب مع مستوى ثقافة الجماهیر ووعیها.

حسب تقریر الموقع الإعلامیّ لآثار سماحة آیة الله مصباح الیزدی فقد عدّ سماحته لدى لقائه بمرشّحی جبهة الثبات عن محافظة طهران بتاریخ 12 آذار 2012م – عدّ انتصار الشعب الإیرانیّ فی انتخابات مجلس الشورى الإسلامیّ نصراً إلهیّاً وقال: لابدّ لكلّ نعمة أن یصحبها شكر، فإذا قدرنا هذا النصر الإلهیّ حقّ قدره فسوف یزیدنا الله عزّ وجلّ من نعمائه.
وتطرّق العلاّمة مصباح الیزدی إلى عوامل هذه النعمة العظیمة وهذا النصر المؤزّر وأضاف: العامل الأوّل والأهمّ فی تحقّق هذا النصر الإلهیّ العظیم للشعب الإیرانیّ هو ما اتّخذه قائد الثورة المعظّم (حفظه الله تعالى) من تدابیر حكیمة ومخلصة وما أبداه من صدق وإخلاص لا یوصف.
وقال سماحته: إلى جانب هذه التدابیر وتلك الإدارة فإنّ تكاتف أفراد الشعب وتلاحمهم فی اتّباع توجیهات الولیّ الفقیه وحبّهم العمیق للثورة والنظام الإسلامیّ قد لعبت دوراً مهمّاً فی تسطیر هذه الملحمة التاریخیّة.
وعبر إشارة سماحته إلى الهدف من وراء تشكیل جبهة الثبات قال: إنّ النتیجة التی حقّقها الشعب فی الانتخابات وما لاقته جبهة الثبات فیها من استقبال الجماهیر وثقتهم كان لافتاً جدّاً، وعلى الرغم من قصر المدّة التی اُتیحت للتعریف بهذه الجبهة وإمكاناتها الشحیحة من جهة وما واجهته من مساعی مكثّفةٍ من قبل الأعداء ومعارضیها للحطّ من قیمتها من جهة اُخرى فقد وقفت الجماهیر على مبادئ هذه الجبهة وأهدافها وأقرّت بها.
وأكّد آیة الله مصباح الیزدی على أنّ النعمة الإلهیّة الخاصّة لا تكون إلاّ من نصیب مستحقّیها وقال: لقد تكاتف الصدق والإخلاص والمنطق المتین وأتخاذ أهداف الثورة الأصیلة معیاراً إلى جانب التعامل برصانة ومنطقیّة مع ما واجهته الجبهة من ألوان التشویه والتخریب من قبل المجامیع والجبهات الاُخرى - تكاتفت جمیعاً حتّى وثق الشعب بجبهة الثبات فی تسلیمها مهمّة الدفاع عن حقوقه.
وفی معرض إشارة سماحة مصباح الیزدی إلى بعثة الرسول الأعظم (صلّى الله علیه وآله) أضاف: لقد شكّلت بعثة النبیّ الأعظم (صلّى الله علیه وآله) انعطافة فی تاریخ البشر وتحوّلاً كبیراً فی مسیرة الحیاة البشریّة؛ فلقد كانت بدایة لحركة تكاملت فی عهد الأئمّة الأطهار (صلوات الله علیهم أجمعین) وستصل إلى الذروة فی عصر صاحب العصر والزمان (عجّل الله تعالى فرَجه الشریف).
ألوان العداء والفتن تتّخذ فی كلّ مرحلة زمنیّة صبغة خاصّة وهیئةً أكثر تطوّراً وتعقیداً
وبیّن آیة الله مصباح الیزدی أنّه بموازاة تقدّم البشر فكراً وفهماً فی كلّ فترة من فترات التاریخ تتّخذ ألوان العداء والفتن شكلاً ووضعاً أكثر تطوّراً وتعقیداً وقال: لقد واجه النبیّ الأكرم (صلّى الله علیه وآله) فی بدایة هذا الطریق عُبّاد أوثان جَهَلة بعیدین كلّ البعد عن المنطق وقد كانوا یتعاملون معه تعاملاً قبیحاً لا یمتّ إلى العقل بصِلة الأمر الذی فرض علیه (صلّى الله علیه وآله) خوض سبعین غزوة.
وأضاف سماحته قائلاً: أمّا الحلقة الثانیة من الحرب على الإسلام فقد بدأت بعد رحیل النبیّ (صلّى الله علیه وآله) وانتهت بإقعاد أمیر المؤمنین علیّ (علیه السلام) فی داره. أمّا بعد خمس وعشرین سنة عندما هجم الناس على علیّ (علیه السلام) وبایعوه إماماً لهم فقد ابتدأت مرحلة جدیدة من الاختبارات الإلهیّة؛ فعندما أراد (علیه السلام) إرجاع المیاه إلى مجاریها وجبران ما خلّفه الماضی أشعلوا بوجهه فتیل حرب الجمل. فحرب الجمل لم تكن حرباً مع الكفّار، بل مع اُناس كانوا یعدّون أنفسهم خواصّ صحابة النبیّ (صلّى الله علیه وآله) وعلیّة القوم بین المسلمین.
وأوضح العلاّمة مصباح الیزدی قائلاً: أمّا الحلقة الثالثة من هذه الحرب فقد كانت فی زمان سیّد الشهداء (علیه السلام). فالذین قاتلوا فی حرب الجمل وصفّین وضربوا بالسیف بین یدی أمیر المؤمنین (علیه السلام) وقفوا الآن فی مواجهة الإمام الحسین (علیه السلام) وباتوا فی زمرة قاتلیه.
وأضاف: لقد أثبت التاریخ بأنّ الامتحانات الإلهیّة تشتدّ وتزداد تعقیداً بالتناسب مع مستوى ثقافة الجماهیر ووعیها، الأمر الذی یصعّب الثبات على طریق الحقّ.
الناس فی آخر الزمان سوف یجادلون صاحب العصر (عجّل الله تعالى فرَجه الشریف) ویناظرونه بالقرآن
وقال سماحة مصباح الیزدی: استناداً إلى الروایات الموثّقة فإنّ صاحب الأمر (عجّل الله تعالى فرَجه الشریف) سوف یواجه عند ظهوره اُناساً یجادلونه ویناظرونه بالآیات القرآنیّة زعماً منهم بأنّهم یفوقونه معرفة بآیات الله وفهماً لها، وهذه هی آخر حلقات الصراع بین الحقّ والباطل؛ بمعنى أنّ الاُمة منذ الغیبة الكبرى وحتّى زمان الظهور قد بلغت من الاستعداد والاُهبة ما یجعلها قادرة على مثل هذه المواجهة. إذن علینا إدراك هذه الحقیقة جیّداً والاستعداد لمواجهة هذه القفزات فی المجتمع الإسلامیّ.
وأكّد رئیس مؤسّسة الإمام الخمینیّ (ره) للتعلیم والأبحاث قائلاً: المهمّة الأعقد والأصعب فی مواجهة هذه الأمواج من الفتن المتعدّدة والمعقّدة قد اُنیطت بالقائد، وهو ما یحتّم علینا التضرّع والدعاء إلى الله عزّ وجلّ دائماً وأبداً من أجل أن یمدّ قائدنا المفدّى بمزید من الموفقّیة والتسدید.
وفی معرض المقارنة بین تاریخ صدر الإسلام وتاریخ الثورة الإسلامیّة قال العلاّمة مصباح الیزدی: فی بدایة عهد انتصار الثورة الإسلامیّة وقیادة الإمام الخمینیّ الراحل (قدّس سرّه) كانت الامتحانات منحصرة فی مواجهة اللیبرالیّین، لكنّها اتّخذت فیما بعد شكلاً آخر؛ فقد أخذ البعض یصبّون المفاهیم اللیبرالیّة فی قالب ثوریّ محاولة منهم لمناهضة القیم الأصیلة للثورة. وقد استمرّت الأشكال فی التغیّر والتبدّل حتّى وصل الأمر إلى رفع شعارات هدفها الظاهریّ عزّة الإسلام ورفعته لكنّها تستهدف فی الباطن النیل من أصول الإسلام واجتثاث جذوره.
وعبر إلفات العلاّمة مصباح الیزدی إلى نقطة أنّ هذا الفكر یشكّل بالقوّة خطراً جسیماً وأنّ خطره إذا شاع یفوق كثیراً غیره من الأخطار، تطرّق سماحته إلى بیان واجبات الناس فی مثل هذه الظروف وقال: إنّ على كلّ فرد من أفراد المجتمع فی خضمّ هذه الامتحانات الاجتماعیّة واجباً، ویتعیّن علینا – عبر الإفادة من تجارب الانتخابات السابقة - أن نقصی مواطن الضعف جانباً ونعزّز من مواطن القوّة.
وأضاف سماحته مذكّراً بصعوبة الامتحانات الإلهیّة قائلاً: یصرّح الله جلّ شأنه فی كتابه العزیز بأنّ الامتحانات الإلهیّة تبلغ أحیاناً درجة من الصعوبة وأنّ الأوضاع تصل إلى مرتبة من التشنّج والضیق بحیث ییأس معها معظم الخواصّ. حتّى إذا استفحلت حالة الیأس من الخَلْق جاء النصر الإلهیّ.
وقال سماحته: علینا أن نبذل غایة الجهد فی التوكّل على الله فی كّل أمر وأن لا نثق إلاّ به جنباً إلى جنب مع السعی والاجتهاد فی أداء التكلیف.
وقال آیة الله مصباح الیزدی مستشهداً بحدیث شریف: المؤمن الحقیقیّ هو الذی تكون ثقته بالله أكبر من ثقته بما فی حوزته من المال. فإذا بلغ الناس مرحلة لم یثقوا فیها إلاّ بربّهم، فلیعلموا أنّ الفرح آتٍ لا محالة.

آخرین محتوای سایت

المسؤولية الضخمة لصناع الهوية
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله ربّ العالمين وصلّى الله على سيّدنا محمّد وآله الطاهرين. اللهُمّ...
راه‌های درک عظمت قرآن
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِیم الْحَمْدُ للهِ رَبِّ العَالَمِین وَ صَلَّی اللهُ عَلَی...
آثار و برکات کار برای خدا
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِیم الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِینَ وَالصَّلَوةُ وَالسَّلامُ...
اهمیت تبلیغ دینی و شیوه‌های اثربخشی آن
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِیم الْحَمْدُللهِ رَبِّ الْعَالَمِینَ وَالصَّلاَةُ وَالسَّلامُ...
وظیفه جوان انقلابی در راه توسعه علوم انسانی اسلامی
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِیم الْحَمْدُللهِ رَبِّ الْعَالَمِینَ وَصَلَّی اللَّهُ عَلَی...
گفتاری در باره امام زمان عجل‌الله‌تعالی‌فرجه
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِیم الْحَمْدُللهِ رَبِّ الْعَالَمِینَ وَالصَّلاَةُ وَالسَّلامُ...
ایمان به غیب؛ اولین امتحان الهی در مسیر پیروی از اهل‌بیت‌صلوات‌‌الله‌‌علیهم‌‌اجمعین
بسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِیم الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِینَ وَالصَّلَوةُ وَالسَّلامُ...
دعای ندبه؛ نجوای عاشقانه منتظران حضرت مهدی (عج)
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِیم الْحَمْدُ للهِ رَبِّ الْعَالَمِینَ وَالصَّلَوةُ وَالسَّلامُ...

بعض الأسئلة

كیف یمكن الحصول على ملكة التقوى و ما هی السبل العملیة للحصول علیها؟
اقرأ أكثر...
لا زال بعض المؤمنین یرى فی الأخباریة منهجاً فكریاً أصیلاً ومغایراً عن المنهجیة الأُصولیة، ویقول: «إنه لا یمتلك القناعة والحجة التامة بینه وبین الله عزّوجلّ فی سلامة وحجیة الاستنباط الأُصولی». ویفند رأی أحد الفقهاء العظام: «الأُصولیة المعاصرة أُصولیة نظریة فقط، ولكنها عملیاً...
اقرأ أكثر...
بعد سیاحة ممتعة فی رحاب رسائل بعض علمائنا الأعلام المتعلقة بتاثیر الزمان والمكان على الأحكام الشرعیة... اتسائل هل یسمى هذا التاثیر المطروح تاثیرا حقیقیا على الاحكام ام انه كنائی؟ واذا كان كنائیانخلص بذلك الى نتیجة واضحة هی أن ما كان كنائیا وعلى سبیل المجاز فهو لیس بحقیقی.. فما أطلق علیه تأثیر هو فی...
اقرأ أكثر...
السلام علیكم ورحمة الله وبركاته ما رأی سماحتكم بوجوب تقلید الأعلم ؟ وماالدلیل ؟ الرجاء التوضیح بشیء من التفصیل ﻋلاء حسن الجامعة العالمیة للعلوم الإسلامیة
اقرأ أكثر...
سماحة آیة الله مصباح الیزدی دام ظله الوارف السلام علیكم ورحمة الله وبركاته . السؤال: البعض یدعو إلی ترك ممارسة التطبیر بصورة علنیة أمام مرأی العالم لا لأنهم یعارضون حكم الفقیه ولكن من باب أن التطبیر لا یصلح أن یكون وسیلة دعویة إلی الإمام الحسین وإلی مذهب الحق . لذلك ینبغی علی من یمارس التطبیر...
اقرأ أكثر...
هل یقول سماحتكم دام ظلكم بإجتهاد السید علی الخامنئی دام ظله ؟
اقرأ أكثر...