آیة الله مصباح الیزدیّ: التهاون فی مسألة نشر الأخلاق غیر مبرَّر

قال الاُستاذ فی الحوزة العلمیّة بقمّ فی إشارة إلى تنامی النزعة الدنیویّة فی المجتمع: إنّ التهاون فی قضیّة إشاعة الأخلاق بذریعة فقدان علماء الأخلاق هو أمر غیر مبرَّر.
وفی لقاء مع جمع من أساتذة وطلبة دورة إعداد مربّی الأخلاق ومن خلال الإشارة إلى أنّه كان هناك فی الماضی علماء وفضلاء قد شكّلوا ـ مضافاً إلى تمتّعهم بالكمالات ـ المجرى لوصول الفیض الإلهیّ إلى الآخرین، أضاف سماحته: على الرغم من توسّع الحوزات العلمیّة فإنّ منحنی الاهتمام بالمسائل الأخلاقیّة بالنسبة لطلبة العلوم الدینیّة فی انحدار یقابله ازدیاد فی عوامل الجذب نحو الدنیا إلى أكثر من مائة ضعف.
واعتبر عضو مجلس خبراء القیادة أنّ نتائج المقارنة بین تنامی النزعة الدنیویّة وتضاؤل المیل نحو الآخرة مخیفة وقال: ما هو واجبنا فی هذه الحقبة الزمنیّة یا ترى؟ هل علینا الجلوس وانتظار ظهور أشخاص عظام وعلماء أخلاق كبار كی یستقی البعض من أخلاقهم وسلوكهم الدروس والعبر؟
وأضاف سماحته: إنّ مصیر الحوزة العلمیّة وعلماء الدین، الذین تتضاعف مسؤولیّاتهم یوماً بعد یوم ویتحتّم علیهم الحفاظ على مستوى أعلى من التقوى، هو أیضاً فی معرض الخطر فی خضمّ هذا السیل العارم لتیّار التخریب والتهدیم.
وفی إشارة إلى آیات من الذكر الحكیم والتطرّق إلى قصّة بلعم بن باعورا قال آیة الله الیزدیّ: إنّ حفظ المرء لدینه وإیمانه فی عصرنا الحاضر مع تزاید ظاهرة النزوع نحو الدنیا هو أمر بالغ الصعوبة، بل لربّما تترك الظاهرة المذكورة أثرها على سلوك علماء الدین أیضاً. وأضاف اُستاذ الأخلاق: إنّ التهاون والتقصیر على صعید نشر الأخلاق من قِبل المطّلعین على علوم أهل البیت (ع) هو أمر غیر صحیح وغیر مقبول.
وقال سماحته: لقد وصلنا بعد المطالعة والتشاور والدراسة إلى نتیجة مفادها أنّ علینا أن ننهمك فی نشر الأخلاق بین أوساط المجتمع بمساعدة مجموعة ممّن یتمتّعون بحدّ نصاب من التقوى ولهم قدرة التأثیر على صعید التربیة والتعلیم، وأن یعمد كلّ واحد بحسب مرتبة تقواه إلى الأخذ بید غیره ممّن له مستوى أدنى من التقوى بحیث یدفعه إلى الأمام.
وأضاف العلامة الیزدیّ فی إشارة منه إلى ضرورة إشاعة الأخلاق فی المجتمع: بالنظر لحجم الفساد الموجود فإنّ نشر الأخلاق فی المجتمع یعدّ أمراً ضروریّاً ولابدّ من الإفادة من اُناس صالحین للبدء بهذا الأمر.
وقال رئیس مؤسّسة الإمام الخمینیّ (ره) للتعلیم والأبحاث: إذا تمّ إنجاز هذا الأمر فإنّه، إضافة إلى راحة الضمیر، فإنّ القلب المقدّس لصاحب العصر (عجّل الله فرجه الشریف) سیكون مسروراً وسیكون دعاؤه (علیه السلام) فی حقّ المتولّین لهذا الأمر مستجاباً.
هذا وقد تمّ هذا اللقاء یوم الخمیس 2009/10/29 فی مؤسّسة الإمام الخمینیّ (ره) للتعلیم والأبحاث.