الإخلاص رمز خلود الخدمات الدینیّة

قال سماحة آیة الله مصباح الیزدیّ: إنّ الإخلاص هو رمز الموفّقیة والخلود فی مجال الخدمات الدینیّة والمعنویّة.

وقال اُستاذ الحوزة العلمیّة فی قمّ المقدّسة خلال ملتقى تكریم الباحثین والمحقّقین الأوائل فی مؤسّسة الإمام الخمینیّ (ره) للتعلیم والأبحاث فی إشارة منه إلى المهمّات الخطیرة الملقاة على عاتق علماء الدین فی العصر الراهن: إنّنا نأمل، أن تثمر مساعی الباحثین والمحقّقین الجدد وان ینهضوا بتكالیفهم على صعید حفظ ونشر المعارف الإلهیّة وعندئذ یضاف المزید إلى التراث العظیم الذی تركه الأقدمون.

واعتبر الیزدیّ أنّ التحوّلات التی تمّت فی الحوزات العلمیّة هی من بركات الثورة الإسلامیّة والدماء التی اُریقت فی هذا الطریق وأضاف: الیوم تتوفّر أفضل الإمكانیّات من أجل البحث والتحقیق ویتعیّن علینا شكر هذه النعمة من خلال الإفادة الصحیحة من تلك الإمكانیّات.

وأثناء التأكید على ضرورة الإخلاص فی الأمور تطرّق سماحته إلى بیان جانب من حیاة بعض العلماء وقال: إنّ حیاة العلم هی رهن التحقیق والبحث؛ بید أنّ العمل الذی یكون لله وفی سبیل رضاه عزّ وجلّ هو الذی تتحقّق فیه بركة عظیمة.

وفی مجال الاستعراض لجوانب من حیاة العلامة الطباطبائیّ قال: على الرغم من الوضع المالیّ الضعیف لهذا العالم الجلیل فقد كان یخطو بإخلاص ومن أجل رضا الباری تعالى من دون أن یصبوا إلى المال أو الجاه أو المقام. والیوم نشاهد أنّ أیّ باحث فی العالم الإسلامیّ یفكّر فی البحث والتحقیق فهو من دون ریب لن یستغنی عن الرجوع إلى الأثر القیّم والنفیس لهذا العالم العظیم، ألا وهو تفسیر المیزان، وهذه هی نتیجة إخلاص العلامة الطباطبائیّ (قدّس سرّه).

وقال عضو مجلس خبراء القیادة: إذا أقدم الإنسان على عمل بالاعتماد على الأسباب المعنویّة ولم ینخدع بالأسباب الظاهریّة الدنیویّة، فلا شكّ أنّ خدمته ستكون قیّمة وباقیة.

وأشار اُستاذ الأخلاق فی حوزة قمّ العلمیّة إلى أهمّیة المؤلّفات العلمیّة وقال: لا ینبغی الاستخفاف بالمؤلّفات العلمیّة ومقایضتها بالمزایا المادّیة، ولمّا كان الله تعالى شكوراً فإنّه إذا قام العبد بعمل فی سبیل رضاه جلّ وعلا فسوف ینال الرحمة الإلهیّة وسیصونه تعالى من الزلل والخطأ ویجعل عمله ذا نفع عامّ.

ووجّه رئیس مؤسّسة الإمام الخمینیّ (ره) للتعلیم والأبحاث خطابه للباحثین قائلاً: علیكم الإفادة من فرصة وطاقات مرحلة الشباب لدیكم وأن تنفقوا هذه الطاقات فی سبیل رضا الله تعالى.